روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات نفسية | تبدّلت شخصيّتي.. من مأساة أبي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات نفسية > تبدّلت شخصيّتي.. من مأساة أبي


  تبدّلت شخصيّتي.. من مأساة أبي
     عدد مرات المشاهدة: 2944        عدد مرات الإرسال: 0

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أولآ أحب أن أهنئكم بالأجر العظيم من رب العباد وأسأل الله أن يضاعف أجركم ويرزقكم الجنة.

قصتي بإيجاز أنا ألاحظ تغييير تااام في نفسيتي وكذلك شخصيتي.

فأنا إنسانة مرحة ومتفائلة وطموحة ونزيهة وقنوعةأحب الخير لا أعرف للحقد والكره طريق كنت دائمآ أقف بوجه كل مايعيقني بكل ماأملك من قوة فأنا ذات إرادة قوية

ودومآ ماأصل لنجاحي وتحسين أحوالي "فمنذ أن تخرجت لم أتمكن من دراسة بعد تخرجي لعدم توفر المال بالنسبة لوالدي فعملت مندوبة مبيعات بالمنزل مقابل نسبة ربح بسيطة ثم بدأت أخوض عالم الانترنت كنت أحاول تعلم كل ماهو جديد من برامج فوتوشوب وغيره

مرت الأيام وتحولت حياتي لفقر مريب رغم وجود المال لكن كنت دائمآ أفكر بأن هذا الأمر عدم بركة ودومآ ماأوصي أهلي بالاستغفار وأذكرهم من منا أغضب الله فحالنا هذا لم نذقه قبل ماتتحسن ظروفنا المادية

مرت الأيام وتفاجأت بمفاجأة لم أكن أتصورها بأن أبي يزني حيث كانت شكوك أمي بأن أبي مختلف عن قبل لا يجلس معنا يصحو ليخرج.

ويعود لينام "أنا أعي تمامآ ماواجب الأزواج لبعضهم وأعلم أيضآ بأن أمي تقصر من جانب حقوق أبي لكن أمي مريضة ومسحورة وهو يعلم بذلك وهو من يوصلها للمشائخ لكي تتعالج "

كما أعي تمامآ بأن تعب أمي ليس بسبب لكي يزني فله خيار الزواج وأمي لم تمانع أبدآ.

كان ذالك اليوم حينما أتى أبي بامرأة لمنزلنا ورأته أمي عند باب المنزل يحاول إدخال المرأة فلما رأى والدتي تراجع وهرب تركناه ثم عاد لنا الساعة الواحدة ليلآ يقص علينا أنه رأى مجرمآ حاول يطعنه بالسكين وهو هرب من ذلك

حينها أمي واجهته وكانت تذكره بنا نحن بناته وأبنائه وكيف يكون مستقبلنا مع معصيته هذه ، لكنه صمت ونام ومن بعدها أصبح لا يأبه بتصرفاته يحادث النساء ونحن أمامه ونسمعه ووصل به الحال يصرف أمواله عليهم ونحن لانأكل إلا مايريده هو ونعيش تقشف الحياة الذي لم نعيشه قبل ماتتحسن الأحوال المادية لدينا

فهو لا ينفق علينا سوى بالأكل ويطب من أختي التي تعمل بمدرسة أهلي براتب 1500 أن تدفع إيجار المنزل، منزلنا لايصلح خرابه أو يجدد فرشه إلا أمي حيث أنها تصلها معونات من أخيها الأكبر أيام رمضان فقط

مرت الأيام وخطبني ابن خالتي كانت الموافقة ثم أتى هو ووالدته لرؤيتي النظرة الشرعية رآني ثم رفضني فحزنت لأنني كنت أريد حياة جديدة أبعد عن حياة أبي الذي يجاهر بمعصيته ويقول مادخلكم بي " أمي وأبي لم يكن منهم تجاه الموقف سوى الرضا والسرور لم يعيراني أي اهتمام لنفسيتي

بعد سنة من الموضوع عرفت أن ابن خالتي تركني من حديث إحدى خالتي عني بأني ساذجة ولدي علاقات مع رجال " كذبت علي وأنا ليس بيني وبينها أي شي يجعلها تفعل ذلك ، علمت أمي بالأمر لكنها لم تصدق كانت تحترمها وتحبها وتهزأني بعدها علمت أمي أن ماحصل صحيح وهي الآن غاضبة منها لأنها تنفي وترمي التهم لغيرها رغم شهادة الجميع

أخواني يعلمون بالأمر لكن لايحركون ساكنآ لاأرى منهم سوى أنني ليس لدي القدر الكافي من الجمال لكي يوافق علي " وكانت لهم مواقف لاأستطيع نسيانها أيضآ من الكلام الجارح ، حاليآ أبي لازال لوضعه لايأبه بنا ولايغضبه شي إلا إن كان يختص بمصلحته الشخصية فقط وأخواني أيضآ

لا أخفيكم أن الجميع ببيتنا اعتاد على أن يتصرف لمصلحته هو فقط الآن نقلنا منزل جديد باسم أخي وأختي تدفع إيجاره وتشتري للمطبخ وتتكفل لنواقص البيت ولنا جميعآ فأبي حملها مسؤولية النقل بأنه ليس لديه مايملك لكي يدفع الإيجار " فهو أمر قديم

الآن أنا وأخي تصرف لنا إعانة حافز وأبي يريدني أعطيه منها وأيضآ أخي وأنا أحتاجها لعلاج عيوني وأيضآ لدي نواقص وأريد أن أتعلم ويكون لدي خبرات كي تعينني لأجد فرصة عمل ، حينما أذكر له ذلك يغضب ويردد من أين تأكلين من يأتي لك بالأكل

هو يقصد نفسه بأني أتعب عليكم وانتم لاتعطوني ؟!

أبي اعتاد على هذا الوضع حتى بمرضه يذهب لمستشفى خاص ويتابع نفسه قبل يتطور معه المرض ونحن لا يأبه بنا ووالله جلست أسبوعين أعاني من كحه وقيء لدرجة الدم لم يوصلني للمستشفى وأخوتي على نفس المنوال كل يسعى لمصلحته الخاصه

وبعد أنا تدهورت حالتي أخذ يهزأني وطلب من اخوتي إيصالي للمستشفى ذهبت واستمريت على العلاج شهر ولم يفلح معي ثم أوصلتني أمي لمستشفى الأمراض الصدرية واهتموا بي وتناولت العلاج وتحسنت حالتي والحمد لله أصبحت بخير

مرت فترة اتصلت على أبي إحداهن وطلب مني تسجل رقمها حينها قررت أكلمها وأعرف من هي وماذا تريد حينما حادثتها ردت علي بكل فجور وقالت لاتقولين السلام وماذا تريدين حاولت أن أبعد الشك حتى نرفزتني فقلت لها مارأيك لو كنتي مسجونة بقضية أخلاقية قالت روحي بلغي وأنا انتظرك

هي مواقف لكنها والله ولدت لدي الكراهية تجاه أبي لا يعي المسؤولية بل يعيها لكن لايريدها يتعامل معنا كخدم ويتمرد ولايستحي من أفعاله ووالله تعبت لدرجة أحسست بأني سأنتقم منه وأخبره بفعلتي وفعلآ قررت أن أحادث رجلآ عن طريق المنتديات وحادثته بالهاتف

قلت له سأخرج معك وطلبت منه تنسيق المكان ونسقه ونمت ليلتها وحلمت حلم أفزعني اتصت بشيخ ونصحني أن ابتعد عن أمر يشكل لي خطورة لن تفيد بحل مأساتي وفعلآ ابتعدت عن ذلك الرجل وتخلصت منه .

لكني للآن أعاني وشخصيتي أصبحت مترددة وكثيرة النسيان ولم يعد لي المهارة باختيار ملابسي وكذلك تسريح شعري فأصبحت مهملة لكل جانب كنت أملكه وأفرح به أصبحت الصامتة المتأملة فقط بل إن لحظاتي لاأستطيع أن أعيشها الفرحة لدي باااردة تمر أيامي بدون أي جديد يساعدني لأعود كما أنا

ثم قرأت موضوعآ بصحيفة عن عقوق الآباء وكان من ضمن الأعضاء المتواصلين مع الصحيفة من يعيش مآساتي ومن هم أكثر وكنت أقرأ ردود بأن طاعة الوالد أمر وواجب علينا نحن الأبناء لأننا نجن من نرجو رضا الله من رضاهم والواجب علينا الدعاء لهم والمحاولة جاهدين لإصلاحهم ونتحلى بالصبر

فأنا والله مقتنعة من هذا الكلام ولدي الصبر ولدي المحاولة ولن أيأس لكن كيف أحبه؟ وكيف أعيد نفسيتي وشخصيتي التي تبدلت ؟! من مأساة أبي ومن أهلي جميعهم تجاه من ظلمني وتحدث بعرضي واتهمني بشي ليس مني . أخيرآ شكرآ لكم وأتمنى أن أكون وضحت ماترونه مهم لكم

إلى الأخت الفاضلة ... تحية طيبة وصادقة من القلب ، بداية أشكرك على اختيارنا لبث شكواك وما أهمك من مشاكل في عائلتك .

قبل البدء بكلامنا أود أن أهنئك على ما تحملينه من فكر عاقل , وخوف صادق على والديك وأخوتك .واعلمي أن ما أصابكم من ابتلاء هو من الله ليختبركم من يصبر ويرجع إلى الله ومن ينزلق في الهاوية !!!! .

وما أرغب بتنبيهك عليه هو أن لا تجعلين أخطاء الآخرين تؤثر على شخصيتك وعلى أفكارك وسلوكياتك , وقبل ذلك لا تجعلينها تؤثر على علاقتك مع ربك وخالقك الذي هو من أنزل عليكم هذه الابتلاءات ليختبر إيمانكم .

غاليتي يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (أنصر أخاك ظالما أو مظلوما , قيل يا رسول الله نصرته مظلوما فكيف أنصره ظالما ؟

,قال : تمنعه من الظلم فذلك نصرتك إياه ). وما يرتكبه والدكم تعد على حدود الله وذنب عظيم وهنا عليكم جميعا الوقوف إلى جانبه ومساعدته في التغلب على هوى نفسه الأمارة بالسوء وعلى مكائد الشيطان له.

وذلك من خلال القيام ببره بما يرضي الله ومحاولة نهيه عن اللجوء لطرق الشيطان وبشرط أن يكون أسلوبكم في نصحه وتذكيره بعاقبة الله له مؤدبا وأن لا يكون فيه رفع للصوت أو تعالي في الأسلوب فالله تعالى يقول : (أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ).

وتذكيره بأن الله عزيز ذو انتقام , وأن جزاء سيئة سيئة مثلها كي لا يكون عقاب الله له أن تنزع روحه وهو في معصية لله .

فذلك يتطلب منكم جميعا الوقوف مع بعضكم لمساندة والديكم وإن وجدتم والدتكم لا تمانع بزوجة أخرى فالحلال أولى له من الحرام , فهو قدوة لكم ولأخوتكم بسلوكه .

وما تشعرين به عزيزتي من اضطرابات نفسية ومشاعر مختلطة ما هي إلا مشاعر طبيعية لما يحصل معكم ولكن بتوكلكم على الله وجهادكم لإصلاح والدكم ستنصلح كافة أموركم بإذن الله .

وأخيرا أختي الغالية تقربي إلى الله فبقربك منه سبحانه ستجدين الراحة والسعادة وأدي حقوق والديك بما يرضي الله , وتذكري أن النفوس القوية لا تعرف اليأس .

وفقك الله وسدد خطاك .

الكاتب: أ. غادة ناصر المسعود

المصدر: موقع المستشار